الشيخ حسن بن فرحان المالكي باحث في الشؤون الشرعية والتاريخ ومهتم بقضايا حقوق الإنسان
الشيخ حسن بن فرحان المالكي
باحث في الشؤون الشرعية والتاريخ ومهتم بقضايا حقوق الإنسان

الإمام علي معنى وليس شخصية تاريخية بارزة فقط هو معنى يجمع كل المعاني الجميلة هو طريق من طرق معرفة الله , هنا سأذكر حسنات السنة والشيعة في موضوع الإمام علي ونقد الشيعة والسنة فيه أيضاً ففي ظني أن الفريقين قد أحسنا من وجه وأساءا من آخر.

الآولى :
وأول مسألة يجب أن أقولها أن الإمام علي عبد من عبيد الله والعبودية لله أشرف ما يصل إليه الإنسان ليس له إلا ما أعطاه الله وتفضل به عليه

الثانية:
أن الإمام علي شخصية لا تقبل التوظيف لا لسنة ولا شيعة ولا حتى مسلمين يتم توظيفه للمعاني والحقائق العميقة والحقوق الإنسانية.

الثالثة :
أن أهل السنة بمعناهم الواسع لهم جهد مشكور في تثبيت فضائل هذا الإمام، فأثبوا فضائله الكبرى بتواتر وهذه حجة الله على الغلاة.

الرابعة:
الإمام علي يعصم من الإلحاد غالباً فمن عرفه بعلم لم تهتز عنده النبوة، ومن لا يعرفه قد يشك في النبوة أو يلحد فهو معنى لا مجرد شخص.

من حسنات أهل السنة أنك لا تتيقن فضائل الإمام علي إلا من طريقهم ومن حسنات الشيعة أنهم أبقوا رايته مرفوعة رغم كل المصائب والمحن والاضطهاد , لابد أن يحصل الخلاف في الإمام علي بين إفراط وتفريط , فالشيعة في الغالب – غالب جمهورهم – ينصرونه في الجانب السياسي ويتنسون بقية الجوانب فالجوانب الأخرى ( الإيمانية والحقوقية والمعرفية والاجتماعية) في الإمام علي، لا تحظى بهذا الاهتمام وتسليط الأضواء والتأسي والدراسات والبحوث , والجانب السياسي ليس الأسف عليه هو ذهاب سلطة كلا …

كان أسف الإمام علي عليه أسفاً على الهدى والمعرفة والإيمان وغيرها من المعاني التي ستتناقص , مثلما يأسف الأكفأ بإدارة مدرسة على حرمانه من إدارتها ليس حباً منه للعلو في الأرض ، فهو مؤمن ويعرف ضرر حب العلو ولكن الأسف على ما سيفوت .. من هذا الباب كان أسفه على فوات الخلافة ليست مسألة عنصرية وسلطة وهذا ما لا يكاد يحسن عرضه سنة ولا شيعة تحليلهم شبه جاهلي إلا في النادر وذلك لأن الإمام علي – كما قلت- هو قصة كبيرة فوق السنة والشيعة نعم يفهمون منه جوانب مع قلة تعمق ويجهلون منه جوانب أخرى أجل وأرفع .

سيطرة ( الجانب السياسي) على السنة والشيعة في موضوع الإمام علي وأسهم هذا في ضياع الإمام علي كمعنى وخسر الفريقان كنزاً معرفياً وإيمانياً , ربما يصعب فهم هذا الأمر إلا بربطه بسنن الله في الخلق ربما كان النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يتمنى لو لم يكن الإمام علي هاشمياً لكن حكمة الله وابتلاؤه يأبى إلا أن يجعله هاشمياً اختباراً للعصبية القرشية ثم العربية ويمنحه هذه الخصائص من التربية والعلم والهدى , ثم يختبر الله به قريشاً – التي ستقود السياسة والمعرفة الإسلامية إلى يوم يبعثون- لله حكمة في كونه هاشمياً بعد نبي هاشمي
ليكتمل الابتلاء .

نحن لا نفهم سنن الله سنن الله كان سيعرفنا عليها الإمام علي لو أن قريشاً خاصة والعرب عامة رضيت بما اختاره الله لها هنا الابتلاء . الدين يؤخذ بالتسليم الخالص وبعدها أبشر بالله أما أن تأخذ دين الله بشروط فذق أثر شروطك.. حتى تصحو!

معرفة سنن الله هي الأصل وقد حصل عليها تشويش من الشيطان حتى نبقى في صراع عن الأولى بالخلافة والأفضل …الخ وكأن المسألة سلطة فانية هذا وهم .. ما سبب هذا الشقاء والجهل والقتل والكراهية عند المسلمين وفيما بينهم؟ من عرف الإمام علي بحق ومراد الله منه وما جرى بعد عرف هذه الأسرار ….

على كل حال لن أتشعب لأني أخشى على الجميع وقد تفسد القلوب كما فسدت من قبل لأن ابتلاء الله شديد لا ينهض به إلا من امتحن الله قلبه للإيمان …

أعود وأقول :
لأهل السنة والحديث فضل كبير في تثبيت فضائل الإمام علي وهذا من فضل الله وتوفيقه لهم وإلا فقد نشؤوا في دول منحرفة عن الإمام فالفضل لله أن وفقهم لهذا بل حتى النواصب يعترفون أحاط الله بهم وزرع فضائله الكبرى في تراثهم كما زرع موسى في بيت فرعون!

والفرق بين أهل السنة والنواصب يحتاج لطول إلا أنني لا أقصد بالنواصب إلا هؤلاء المعاندين لفضائله والمبالغين في حب من حاربه ولعنه وقتل ذريته ولا عتب على أهل السنة إلا ببرودة عصابهم في نفي النواصب والرد عليهم فقط مما يتيح للنواصب التحدث باسم ( أهل السنة) أحياناً … مثلما العتب على معتدلي الشيعة أنهم يتعاملون مع غلاتهم ببردة أعصاب ويتركونهم يتحدثون باسم الشيعة مع كل المشاهد التي نراها من دماء ونحوه … لكن تعالوا نلملم الموضوع ونذكر بعض جهود أهل السنة ( وهم غير النواصب ، تلك القلة المزعجة المشوهة لأهل السنة) جهودهم في تثبيت فضائل الإمام ..

فأهل السنة مظلومون ليس من الشيعة فقط بل من النواصب الذين يحشرونهم خلف أعداء الإمام علي ولذلك فوجود أحرار أهل السنة ضروري للتصحيح أحرار أهل السنة – وإن شك فيهم من شك، وربما حتى لو تجاوزوا في أمور- إلا أن تصحيحهم لهذا الانجراف خلف النواصب وتنبيههم عليه ونقدهم له نعمة هم نعمة للجميع فهم ينبهون قومهم على أهمية المعرفة والإنصاف وتجنب أثر الخصومة ويطلبون من الشيعة عملاً مماثلاً في النقد الذاتي.

من جهود أهل السنة والحديث المشكورة أنهم رووا فضائل الإمام علي وصححوها الغدير والمنزلة وخيبر والمؤاخاة ولم يفرطوا في فضيلة مهمة إلا دونوها وقطعوا الطريق على النواصب فلم يبق للنواصب إلا التكلف في التأويل والمعارضة والمعاندة والتنقص الخ … فالنواصب تورطوا بتراث أهل السنة لا الشيعة لكن تأتي ظروف يتصور فيها العامة أن النواصب هم أهل السنة فيتيح الله من أهل سنة ( النص) من يقول لهم : لا … تعالوا واقرؤوا؟ فشكراً لأهل النص.

سنة النص غير السنة المذهبية وهذا ما يجب أن يفهمه الأخوة الشباب خاصة إذا أردتم أن تكونوا أهل سنة بحثق فعليكم بالنصوص لا القنوات والخطب ثم آمنوا بالنصوص كما هي .. فهي واضحة جداً وقدموا الأصح على ما دونه والصريح الواضح على ما دون ذلك وسترون السنة أين هي ببساطة شديدة …. ومع أني لا أحب أن أنتقد الأخوة الشيعة لأن منهجي قائم على أهمية النقد الذاتي إلا أنني أقول لهم بحب صححوا الداخل … قللوا من التشبع السياسي …. الإمام علي ليس ( سياسة فضائل) هو معرفة وإيمان وسيرة وتصحيح وثقافة قرآنية مبثوثة اقرءوا الخطبة القاصعة عن إبليس والكبر والعصبية تعلموها ….

للأخوة الشيعة أيضاً:
الإمام علي لا يصلح توظيفه في ردود الأفعال هو الثبات ثبات المعرفة والإيمان والمعلومة.. هو لكل عارف ومحب من اي مذهب.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: