بدأ الدكتور أحمد العرفج حلقته بمقولة الدكتور السعودي مرزوق بن تنباك إن فكرة الأدب الإسلامي بدعة ساذجة، فضلاً عن أنه طرح بعض الأسئلة التي تتعلَّق بموضوع أسلمة الحياة.

قال الدكتور عدنان إبراهيم إن هذا موضوع غامض ولا يخلو من خطر قليل أو كثير.

أضاف أن أسلمة الحياة نزعة شمولية، مُشيراً إلى أن الناس الآن أصبحوا مُحصَّنين ضد الشموليات، وهذا عكس ما كان قبل سنوات، فالناس قديماً كان تهوى الشموليات مثل النازية والشيوعية وما إلى ذلك.

تحدَّث عن أبي الأعلى المودودي وقال لولاه لما كان سيد قطب، وذكر أنه لم يتحرَّج من وصف الدولة الإسلامية المأمولة بأنها ستكون لجهة الشمولية، ومن ثم سيتم بسط سُلطانها على كل مناحي الحياة، وقال هذا سيكون بالنظم الفاشية والبلشفية.

أضاف أن كلام المودودي لم يكن مُستغرَباً في زمانه، لأن هذه كانت صرعة، فالثورة البلشفية نجحت في بناء إمبراطورية هي الثانية في العالم بعد القوة الأمريكية.

أكَّد على أن الإسلام السياسي تأثَّر بالحركات الفاشية والشمولية، ولذا فكرة الحزب الإسلامي هي فكرة مأخوذة من الأحزاب النازية والفاشية.

أوضح أن الوضع اختلف بعد انتهاء الشموليات وذوبانها مع عار التاريخ، فالناس تتوجس من الأفكار الشمولية، لكن للأسف يبدو أن الكثير من الإسلاميين لم يعوا هذه الحقيقة ويُبشِّرون بأن الإسلام دين شامل للحياة، استناداً على آية قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۩ التي حمَّلوها عكس ما جاءت به النصوص في الكتاب والسُنة.

أوضح أن النصوص جاءت لتُؤكِّد أن الدين له مجالات مُحدَّدة يعمل فيها ومن أجل هذه المجالات جاء الدين، فلا يُمكِن أن يقول أحد الآن جاء الدين ليُعلِّم الناس الزراعة مثلاً، فالناس تزرع مُذ كانت.

أضاف أن الدين جاء لربط الأرض بالسماء، لربط الإنسان بخالقه، لأن الإنسان إذا استغنى عن خالقه يطغى فتفسد حياته ويُفسِد حياة الهيئة الاجتماعية.

أكَّد على أن وظيفة الدين هدائية، مُشيراً إلى أن القرآن مُقِل في المُعامَلات على عكس الأحاديث، لأن النبي كان يعيش في هيئة اجتماعية ومن ثم لابد أن يكون له دور في تدبيرها.

أوضح أن الهدف الأساسي في كل قضايا المُعامَلات للدين التأكيد على مجموعة قيم يتعارفها البشر، وحين يأتي الدين ويُلبِس القيم لباساً دينياً تقوى سُلطة القيم على الناس، فالدين لم يأت أصالة لتعليمنا آحاد المُعامَلات.

ذكر أن الفقه الإسلامي وسيع جداً لكن لا يُقارَن بالقانون الوضعي في سعته، لأن القانون الوضعي أوسع بكثير، لكن هذه القوانين في مُجمَلها تتوخى الإنصاف والعدل.

ذكر أن هناك مَن يتحدَّث عن أسلمة الاقتصاد، أسلمة الإدارة، أسلمة الفنون، أسلمة الآداب، وأسلمة العلوم الطبيعية، وهذه دعاوى عريضة جداً بلا مُحصّل.

أوضح أن المعهد العالمي للفكر الإسلامي في فرجينيا حين نشأ دشَّن أول أعماله في قضية أسلمة المعارف، ولذا كان يُوجَد كُتيب شهير لإسماعيل راجي الفاروقي الذي قُتِل ظلماً هو وزوجته، ثم كتب بعد ذلك طه جابر العلواني نقادات في قضية إسلامية المعرفة.

نبَّه على أن فكرة الإسلام دين شامل بحيث يتغوَّل على كل شيئ فكرة ليست إسلامية بل هي فكرة دخيلة، واستشهد بقول الله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ۩.

أضاف أن الآية تحمل مبدأ أرساه النبي وهو عدم السؤال عن شيئ لم يُشرَّع فالأصل في الأشياء الإباحة، ومن ثم تُصبِح الحياة مرنة وواسعة، ولذلك النبي قال إن الله فرض فرائض فلا تُضيِّعوها وحدَّ حدوداً فلا تعتدوها وحرَّم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمةً بكم أو لكم غير نسيان فلا تسألوا عنها، فضلاً عن أنه قال إن أعظم المُسلِمين في المُسلِمين جُرماً هو الذي سأل عن شيئ لم يُحرَّم فحُرِّم من أجل مسألته.

أكَّد على أن الدين ليس شاملاً لكل شيئ، فهناك أشياء كثيرة بقيت على أصل الإباحة، ونحن أحرار نُدبِّرها كيف شئنا بما يُحقِّق القيم الإسلامية العامة والتي هي قيم إنسانية مثل الحرية والعدالة وما إلى ذلك.

استشهد بعدد من الأحاديث التي تُؤكِّد فكرته مثل قول النبي ذروني ما تركتكم فإنما أهلك مَن كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم.

أكَّد على أن النزعة الشمولية أهلكت الإسلاميين وستُهلِك حياتنا، مُشيراً إلى وجود أفكار ليبرالية الآن تسعي لتقليص سُلطة الدولة على الناس.

أوضح أن النبي أقام دولة لكنها لم تكن كالدولة الحديث المُعاصِرة مُتغوِّلة وتدس أنفها في كل شيئ فتُرهِق الناس وتُمارِس السُلطة عليهم فضلاً عن أنها تحتكر العنف المشروع كما قال ماكس فيبر Max Weber.

أكَّد على أن دولة النبي كانت دولة مدنية بأساس ديني، مُشيراً إلى أن الدين مسألة إيمان باطني وليس مسألة إرهاق خارجي، ولذا ينبغي أن نفهم هذا وإلا ستُصبِح الدولة كدولة ماكس فيبر Max Weber ودولة نيتشه Nietzsche التي عبَّر عنها زرادشت Zoroaster في كتابه هكذا تكلَّم زرادشت بالقول أنا بنان الله الناظم، أي أن الدولة ستُصبِح كوحش – Leviathan – هوبس Hobbes.

قال الذين يتخلَّفون عن الحرب يُعدَمون في الدولة الشمولية ويُسجَنون في الدول الأُخرى لكن في الدولة الإسلامية تمت مُقاطَعتهم أدبياً فقط.

أوضح أن الشمولية تفرَّع منها مشروع أسلمة العلوم، مُشيراً إلى أن السوداني جعفر شيخ إدريس هو أول مَن طرح مُصطلَح أسلمة العلوم.

أضاف أن المعهد العالمي للفكر الإسلامي في فرجينيا حين نشأ لم يتبن مُصطلَح أسلمة العلوم واستبدل به مُصطلَح أسلمة المعارف وهو مُصطلَح للشهيد الفاروقي.

أوضح أن كلمة أسلمة أتت تأثَّراً بالغربيين، فهناك Westernisation التي تعني الغربنة وهناك أيضاً الأسلمة، مُشيراً إلى أن Isation دائماً ما تشي بمعنى التحويل والطبع، لذا حين يدخل رجل في الإسلام يُقال هذه أسلمة له.

وضَّح أن أسلمة العلوم تعني طبعها بطابع الإسلام، وذكر أن الفاروقي تحدَّث عن أسلمة المعارف بمعنى إعادة صياغة المعارف الإنسانية المُختلِفة – خاصة في العلوم الإنسانية أكثر من البحتة والتطبيقية – وفق موقف الإسلام منها.

عرض الدكتور أحمد العرفج مُداخَلة الحلقة للباحث الشرعي عبد الله العلويط التي تحدَّث فيها عن أسلمة الحياة كأحد الموضوعات التي انشغل بها الفكر الإسلامي الحديث انطلاقاً من أن كل ما أحدثه الغرب في أي مجال هو موجود في الإسلام، ولذا يُقال الإسلام سبقهم إليه.

أوضح أن أسلمة الحياة يحمل مضامين إيحائية مثل أن الإسلام يُحرِّم الأشياء إلى أن يثبت العكس، وأشار إلى أن هناك مَن نظر إلى الموضوع من مُنطلَق إيجاد البديل ولم يُفلِحوا في هذا.

أضاف أن العلماء في التراث الإسلامي لم يتعاملوا مع المُستجدات والعلوم بهذه الطريقة، خاصة مع علم الفلسفة والمنطق، مُشيراً إلى أن عمر بن الخطاب اتخذ الدواوين وصك النقود التي كانت عند الأمم السابقة دون أن ينشغل بالبحث عن أصلها في القرآن والسُنة، فهو استفاد منها في مشاريعه الحياتية، وختم بأن الإنسان هو الذي يجب أن يُؤسلَم.

أثنى الدكتور عدنان إبراهيم على المُداخَلة، وقال إن المُسلِمين نبذوا علمي الفلسفة والمنطق، لكن بقية العلوم كالطب والفلك وما إلى ذلك تعاملوا معها بشكل طبيعي ولم يكن عندهم هوس أسلمتها.

قال حين يُذكَر الطب الإسلامي – مثلاً – يُذكَر ابن سينا وابن النفيس ومَن مثلهما لكن لا يُذكَر الذهبي لأن عنده كتاب في الطب النبوي ولا يُذكَر ابن القيم لأنه خصَّص فصلاً في زاد المعاد له.

أضاف أن ابن سينا ومَن مثله حين تحدَّث عن مرض الصرع لم يُشِر إلى السبب الغيبي المُتعلِّق بالجن وتحدَّث بلُغة علمية بحتة، ولذا حدث التقدم وأنتجت الحضارة الإسلامية علوماً للغرب، فاستفاد الكثير منها وبنى عليها.

أوضح أننا لسنا أسبق الناس في قضية الـIsation في شأن العلوم والفلسفات، فالهنود هم الذين سبقونا، لأن الهند كانت مُستعمَرة وفي مطلع القرن العشرين شاع مُصطلَح هندنة العلوم وهندنة الفلسفة، لكن هذه الحركات فشلت، لأنها ردة فعل من الضعيف نحو القوي.

أشار إلى وجود مخاطر للأسلمة مثل وهم الاكتفاء الذي جعلنا نبحث عن أصل كل شيئ في موروثنا الديني فضلاً عن أن الأسلمة تعتقل الإنسان عن الإسهام في الإنتاج العالمي الذي لن يستوعبه أصلاً ومن ثم هذا إفقار.

قال إن الشطر العملي الذي أُنجِز من أسلمة العلوم والمعارف هو الإعجاز العلمي في القرآن والسُنة الذي أفقر العقل المُسلِم وجعله الآن معرض سخرية.

أوضح أن القرآن لم ينزل ليكون مخزناً لحقائق العلوم الطبيعية وغير الطبيعية وإنما نزل للهداية، ولذا حين أصررنا على أنه كتاب يُنتِج علوماً عوَّقنا الحركة العلمية واضطررنا في النهاية إلى الافتئات وإلى الاحتجاج بأحاديث ضعيفة وموضوعة، مثل حديث هذه المغارب أين تغرب؟ الذي ليس له أي أصل.

أكَّد أن خطوة أسلمة العلوم والمعارف غير مُبرَّرة وغير مشروعة منهجياً، وإن كانت مشروعة فهي مُتقدِّمة وليس هذا وقتها، لأننا لم نفهم ما عند الآخرين أولاً ويجب أن نبتعد عن الأوهام، ولذا حين قيل للإمام عليّ ما الحقيقة؟ قال محو الموهوم وصحو المعلوم.

تساءل كم حصَّلنا من المعارف العالمية؟ كم أتاحنا لأبنائنا وبناتنا؟ وكم ترجمنا منها؟!

ذكر أن عدد العرب اليوم وصل إلى أربعمائة مليون، ومع ذلك مُتوسِّط الترجمة سنوياً خمسمائة عنوان فقط، أما إسرائيل التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين تُترجِم كل سنة خمسمائة كتاب، وإسبانيا التي يصل عدد سكانها إلى أربعين مليوناً تُترجِم كل سنة عشرة آلاف كتاب رُغم إن إسبانيا تُعتبَر دولة مُتخلِّفة مُقارَنة باليابان وألمانيا مثلاً، فالترجمة هناك بالملايين.

أوضح أن مُتوسِّط عدد الكتب المُترجَمة لكل مليون مواطن مجري زُهاء خمسمائة، وهذا يُؤكِّد أن العرب في كارثة، ولذا ينبغي أن نُدرِك حجمنا بإدراك حجم الحقائق التي سطت بنا لكي نتواضع ونُواجِه التحديات وإلا سنظل كما نحن.

ذكر أن بعض الإسلاميين يكتبون لابد أن يُنسَف هذا الواقع كله وأن نبني من جديد، وهذه فكرة مُخيفة يفرح بها أتباعهم، لذا في بعض التنظيمات الإسلامية لا يجوز لك أن تتحرَّك أو تتزوَّج دون أن تُعلِم المسؤول عنك؟

قال إن النبي صار يختم الكُتب مثل الأعاجم في حين أن العرب لا تعرف هذا، وهذا معنى أنتم أعلم بأمور دنياكم.

عرض الدكتور أحمد العرفج فيديو الحلقة للشيخ عمرو أحمد الذي له سلسلة خُطب حول أسلمة الحياة، وتحدَّث في المقطع المعروض عن أهمية أسلمة الحياة لأن الإنسان لا ينبغي أن يكون كالدواب فيهتم بالماء البارد والظل.

قال الدكتور عدنان إبراهيم لو كانت هذه الخُطبة التي ألقاها الشيخ عمرو أحمد في الصيف لرأينا حتماً المراوح التي تبرد الهواء حول الشيخ وحول الجلوس، واكتفى بذكر عدد من النصوص وهي قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۩، يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۩، يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۩، يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ۩.

استدل بزُهد سُفيان الثوري والحسن البِصري الذي لم يمنعهما من أكل حلوى الفَالُوذَج مثلاً، فالزُهاد الأوائل كان معينهم الإسلام الحق وليس الهنديات والفارسيات، ولذا قال أبو الفرج بن الجوزي أما ما أحدثه الزُهاد بعد ذلك فمسروق من الرهبانيات وأنا خائف من قول الله – تبارك وتعالى – لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا ۩.

أضاف أن التعليق الحقيقي هو: ويسألونك من أين تنبع لنا أشكال وضروب وصور التطرف والجنون الذي نعيشه باسم الدين؟ والجواب أصبح واضحاً.

أكَّد على أنه ضد النزعة التنصيصية التي أوردت لنا النزعة الفقهوية وضد مقولة إذا أمكنك ألا تحك شعرك إلا بأثر فافعل التي إن ثبتت عن سُفيان الثوري فيُمكِن تأويلها.

ذكر وجود صنف من علماء الدين لا يُحسِنون مُقارَبة أي شيئ إلا من زاوية فقهية تتعلَّق بالحلال والحرام رُغم أن الحياة أكثر تعقيداً من هذا، لذا أصبح خطابهم غير مُستحَب عند كثير من الناس.

أشار إلى وجود زاوية جمالية تحكم على الزاوية الجمالية، فكلام الشيخ – عفا الله عنه وعنه – الذي عُرِض في فيديو الحلقة في جُملته قبيح لأنه وصف الناس الذين يستروحون بالماء البارد في الصيف بالدواب.

سُئل عن مشاريع الاقتصاد الإسلامي والإعلام الإسلامي فقال إن مُعظَمها فشل ولم يبق منها إلا مشروع البنكنة الإسلامية، مٌشيراً إلى أن كل الذين تعاملوا معها أفادوا بأنها تُرهِقهم أكثر من البنوك الربوية لكنهم يستريحون لأنها باسم الإسلام رُغم شدة الاستغلال.

تحدَّث عن مُحاوَرة جرت بين شافعي وحنبلي أوردها العلّامة ابن عقيل وذكرها العلّامة ابن القيم، مُشيراً إلى أن ابن عقيل لخَّص المسألة قائلاً السياسة الشرعية ما كان الناس معه أقرب من الصحة وأبعد من الفساد وإن لم ينزل به وحي أو ينطبق به نبي، فليس شرطاً بالمرة أن أجد آيةً أو حديثاً حين أُدبِّر تدبيراً مُعيَّناً، لكن إذا منعتني الآية أو الحديث من هذا التدبير يجب أن أمتنع.

ذكر أن الشيخ صالح كامل قال أكثر شيئ ندمت عليه في حياته ولا أزال أستغفر الله منه دخولي في موضوع البنوك الإسلامية، وخُلاصة كلامه أن كل هذا كلام فارغ، فهو فقط نوع من أخذ أموال الناس باسم الإسلام ولم يُقدَّم شيئاً حقيقياً.

أشار إلى أن اليوم لا يُوجَد طب مسيحي أو طب هولندي أو طب إنجليزي، وتساءل لماذا يُوجَد طب إسلامي؟

قال إن الأدب والفنون لُغة عالمية، فكيف بالعلوم؟ هي أكثر عالمية طبعاً، وأنت حين تقول هذا علم إسلامي أو معرفة إسلامية فأنت تُنادي بأنك مُتحيِّز، ولا يُمكِن للعالم أن يكون مُتحيِّزاً، لأن الشرط الأساسي في المنهج العلمي ألا يكون مُتحيِّزاً.

أضاف أن الكنيسة في العصور الوسطى نصرنت العلوم لذا وُجِدَت الجغرافيا الكتابية والطب الكتابي وما إلى ذلك، مُشيراً إلى أن هذا أعاق العلم ونحن الآن نُقلِّدها.

أشار إلى أن رئيس الأساقفة الأيرلندي جيمس آشر James Ussher أعطى عمراً غير دقيق لعمر الأرض والخليقة ثم كذَّبه العلم فيما بعد، وهذا يُدخِل المرء في إحراج حقيقي يدفعه إلى التشكيك في الآليات العلمية الرصينة.

قال القرآن لا يُمكِن أن يُعطينا منهجاً علمياً، فالقرآن معرفة لكنه ليس منهجاً في المعرفة، لأن القرآن ليس معرفة النبي وإنما معرفة أتت من لدن حكيم خبير ولا تستند إلى فرضيات تم اختبارها علمياً وإنما تستند إلى علم مُطلَق.

أضاف أنه لا يُمكِن أن يُعامَل أي شيئ في القرآن بالمنطق التجربيبي كأن تأخذه كفرضية ثم تُخضِعه للاختبار، لأن العلم قد يكون قاصراً في هذه اللحظة من تطوره عند تأييد هذه الفرضية، وإلا ستُزيَّف الفرضية ويُصبِح القرآن باطلاً، لكن يُمكِن أخذ بعض الأشياء بطريقة المُسلَّمة ثم يُنظَر إلى أين ستنتهي، وهذا لا يحدث إلا مع العلوم التجريدية جداً جداً.

غرَّد قائلاً: إذا سمعتم بأي مشروع أسلمة فابحثوا في قلبه عن الشمولية.

ــــــ

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: